لم تكن بداية الحياة المهنية للشيخ عصام القباني في عالم الأعمال، فقد عمل في وزارة الخارجية لمدة عامين، ثم انتقل للعمل في قسم الإقتصاد بوزارة البترول والثروة المعدنية التي تم انشاءها في عام 1959. 

وفي عام 1959 أيضاً تم إنشاء منظمة الدولة المصدرة للنفط (أوبك)، التي شغل الشيخ عصام فيها منصب كبير الخبراء الإقتصاديين في جنيف.

في عام 1968، قرر الشيخ عصام الدخول كشريك صامت مع شقيقه في مشروع افتتاح أول مصنع للأنابيب البلاستيكية (PVC) في منطقة الشرق الأوسط. ولكن هذه الأنابيب لم تجد اقبالاً في السوق لغياب الوعي بأهميتها واستخداماتها.

تزامنت تلك الأزمة مع عودة الشيخ عصام إلى المملكة العربية السعودية لمتابعة عمله في وزارة البترول. يقول الشيخ عصام: "اخبرني شقيقي بأنه يتوجب علينا التوقف عن الإنتاج، فالمستودع مليء بالأنابيب التي لم يتم بيعها حتى الآن. كما عبر عن خوفه من خسارة جميع ما انفقناه من مدخرات للإستثمار في هذا المصنع. عندها بدأت بالتنقل بين الرياض وجدة لإيجاد حل لهذه المشكلة."

فكان قراره الأول هو الإستقالة من مسيرة واعدة في وزارة البترول، والعودة إلى مدينة جدة لمتابعة مهام المبيعات والتسويق لمنتجات مصنعهما.

وإنطلاقاً من هنا أنشاء الشيخ عصام الشركة الوطنية للتسويق "NAMAT"، إيماناً منه أن هذه الأنابيب تحتاج إلى تسويق جيد يركز على عرض مميزاتها في السوق ويشجع العملاء على شراءها. وقد تمكن من النجاح في ذلك، حيث ارتفع معدل إنتاج المصنع خلال ال 50 عام الماضية من 800 طن إلى 120,000 طن سنوياً.

وبعد خبرة تتجاوز الخمسة عقود، توسعت أعمال الشيخ عصام من مصنع متواضع لأكثر من 40 شركة تخدم قطاع البناء وقطاعات أخرى. لقد تخطى نشاط المجموعة حدود المملكة العربية السعودية وصولاً لمختلف مناطق الشرق الأوسط وشمال افريقيا.